تقييم تجربة التعليم الهجين فى ظل جائحة كورونا (Covid – 19) من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس بجامعة أسيوط

أوجدت جائحة كورونا (كوفيد-19) (Covid-19) أكبر انقطاع في نظم التعليم في التاريخ، وهو ما تضرر منه نحو 1,6 بليون من طالبي العلم في أكثر من 190 بلدا في جميع القارات، وأثرت عمليات إغلاق مؤسسات التعليم على 94% من الطلاب في العالم. وثمة تخوف من تفاقم أزمة  الكورونا من أن تمتد الخسائر في التعليم إلى ما يتجاوز هذا الجيل، ومحو عقود من التقدم (اليونسكو، 2020).
وقد حفزت أزمة  (كوفيد-19) الابتكار داخل قطاع التعليم، انبثق منها نهج مبتكرة دعما لاستمرارية التعليم وجودته، وجاءت الحلول مستندة على "التعلم عن بعد" والتعلم الهجين وأساليب أخرى كالتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي بفضل الاستجابات السريعة من قبل الحكومات والشركاء في جميع أنحاء العالم لإنقاذ التعليم من كبوته، وتذكيرنا أيضا بما يقع على عاتق أعضاء  هيئة التدريس من دور أساس لمواجهة الجائحة ودعم استمرارية التعليم وتطوير أدائهم بما يتناسب مع التعليم الجديد والحفاظ على المكتسبات التي حققتها المجتمعات من تقدم.
وليس هناك دلائل على قرب انهاء الجائحة، وتبذل مختلف دول العالم جهوداً مضنية للتعايش مع الجائحة في مختلف المجالات خاصة مجال التعليم وكيفية التعامل مع المرحلة المقبلة، وقد بدأت بعض الدول التخطيط لإعادة فتح المؤسسات التعليمية على مختلف مستوياتها، واغتنام الفرصة لإيجاد سبل جديدة.
وقد وجهت منظمة اليونسكو الدول المتضررة بالفيروس (Covid-19) بضرورة اللجوء إلى التعليم "عن بعد" للحد من تجمعات الطلاب في مؤسساتهم التعليمية حتى لا يتعرضوا لمخاطر الجائحة، وقد أشارت  اليونسكو عبر موقعها الإلكتروني استخدام الإنترنت  في التعليم يساعد بشكل كبير في إيقاف انتشار فيروس كورونا والحد من الجائحة، كما نصحت القائمين على التعليم بضرورة البقاء على الاتصال مع الطلاب وتقديم الدعم النفسي لهم، وكذلك تأمين استمرار الدراسة وتيسير التعليم، وأكدت كذلك على ضرورة استخدام التطبيقات الذكية والمنصات التعليمية بدلا من التعليم التقليدي لمواجهة هذا الفيروس التاجى (Simtema,2020).
ولم تكن مصر بعيدة عن جائحة كورونا (Covid-19)، لذا أصدر رئيس الحكومة المصرية قرار (717، لسنة 2020م) بتعليق الدراسة في الجامعات والمعاهد التعليمية والمدارس اعتبارا من الأحد الموافق 15/3/2020م في إطار خطة الدولة الشاملة للتعامل مع تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد (رئاسة الجمهورية، 2020م(.
وكان الإغلاق المبكر للجامعات المصرية وغالبية مؤسسات الدولة الأخرى استجابة فورية لاتخاذ التدابير الاستباقية لحماية جميع العاملين والمتعلمين والقائمين على العملية التعليمية في الجامعات من مخاطر جائحة كورونا (Covid-19).
في ظل جائحة كورونا اتجهت معظم دول العالم ومنها مصر إلى تحول نموذجي في عملية التعليم والتعلم، فأتجه المسئولون عن التعليم إلى ضرورة التحول من التعلم التقليدي وجها لوجه إلى التعليم والتعلم الرقمي من خلال منصات التعلم الإلكتروني وطلبت من المعلمين سرعة تأمين مواد تعليمية لتيسير عملية التعليم باستخدام منصات التعليم الإلكتروني، وبالمقابل تم توجيه الطلاب للتسجيل والتوصل عبر المنصات الإلكترونية لتجنب وقف العملية التعليمية (مصطفى أحمد عبدالله وعادل حلمى أمين،2020).
ونتيجة إغلاق الجامعات بسبب تفشى جائحة كورونا في مارس 2020م تم الغاء امتحانات آخر العام الدراسي للفصل الدراسي الثانى في سنوات النقل من الفرقة الأولى إلى الثالثة والاكتفاء بتسلم الطلاب لأبحاث في كل مقرر ضمن عشرة موضوعات يحددها القائم بالتدريس، يكون تقييمها (ناجح أو راسب) بدون إعطاء درجات، أما الفرق النهائية فتعقد لها امتحانات مع اتخاذ الإجراءات  الاحترازية، مما كان له مردود سيء على التعليم في هذه الفترة بسبب عدم جدية المتعلمين في البحث والاعتماد على أساليب متنوعة في الحصول على هذه الأبحاث، وتقديمها إلكترونيا ، دون تعلم حقيقي.
ولحسن الحظ تنبهت وزارة التعليم العالي لأزمة  التعليم في الجامعات والمعاهد العليا والقصور الذى حدث في التعليم الذى تسببت فيه جائحة كورونا (Covid-19) وانقطاع الطلاب عن التعليم وعدم جودة المشروعات البحثية، فأقرت بعد دراسة متأنية التعليم الهجين للتعليم في الجامعات الذى يعتمد على الدمج بين التعلم وجهاً لوجه والتعلم "عن بعد".
في 21/7/2020م أصدر المجلس الأعلى  للجامعات قراراً بالموافقة على استخدام التعليم الهجين الذى يُمزج بين التعليم وجهاً لوجه والتعلم "عن بعد" لنمط التعليم في الجامعات المصرية بدءاً من الفصل الدراسى الأول للعام 2020/2021. وقد حدد مجموعة من النقاط يجب الاخذ بها في الجامعات تتلخص في (المجلس الأعلى  للجامعات، 2020):

تحديد نسبة التعليم وجهاً لوجه والتعلم "عن بعد" في التعليم الهجين وفقا لطبيعة الدراسة في الكليات.
في التعليم وجها لوجه يتم ما يلى:

 (أ)- تقسيم الطلاب إلى مجموعات تدريسية صغيرة.
(ب)- تراعى الإجراءات  الاحترازية من تطهير قاعات الدراسة والمعامل والتباعد أثناء  جلوس الطلاب.
(ج)ـ- التشديد على ارتداء الكمامة للطلاب وأعضاء  هيئة التدريس والعاملين.
3- في التعلم عن بعد ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار ما يلى:

-استخدام المنصات التعليمية المناسبة للتعلم.
-استخدام تكنولوجيا التعليم الإلكتروني بما يناسب إمكانات الجامعات.
-التدريب والدعم المستمر لأعضاء هيئة التدريس والطلاب على استخدام تقنيات "التعلم عن بعد".
-التنسيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فيما يتعلق بالبنية التحتية.

ووفقا لقرارات المجلس الأعلى  للجامعات في الأخذ بنمط التعليم الهجين وضعت جامعة أسيوط  خطة التعليم الهجين ليبدأ في الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي2020/2021م، وفقا للبيان الموضوع بالجدول (1)(شحاتة غريب- أحمد عبدالمولي،2020م):
جدول (1): بيان بخطة الكليات^* لتطبيق التعليم الهجين والمنصة التعليمية المستخدمة




م


الكلية


نسبة التعليم
وجهاً لوجه%


نسبة التعليم عن بعد %


المنصة المستخدمة






1


الطب


60-70%


40-30%


Moodle




2


الصيدلة


60-70%


40-30%


Moodle




3


طب الأسنان


60%


40%


Moodle




4


الطب البيطري


70%


30%


Moodle




5


التمريض


70%


30%


Moodle




6


الهندسة


70%


30%


Microsoft Teams




7


الحاسبات والمعلومات


60-70%


40-30%


Microsoft Teams




8


الفنون الجميلة


60-70%


40-30%


Microsoft Teams




9


العلوم


70%


30%


Microsoft Teams




10


الزراعة


70%


30%


Microsoft Teams




11


التربية


50%


50%


Microsoft Teams




12


التربية الرياضية


50%


50%


Microsoft Teams




13


التربية النوعية


70%


30%


Microsoft Teams




14


التربية للطفولة المبكرة


50-60%


50-40%


Microsoft Teams




15


الآداب


50%


50%


Microsoft Teams




16


الحقوق


50%


50%


Microsoft Teams




17


التجارة


50%


50%


Microsoft Teams




18


الخدمة الاجتماعية


50%


50%


Microsoft Teams




19


تكنولوجيا صناعة السكر


60-70%


40-30%


Microsoft Teams




 
في ضوء خطط الكليات لاستخدام التعليم الهجين تم تدريب معظم أعضاء هيئة التدريس عن طريق مركز التعليم الالكتروني بالجامعة علي استخدام المنصات التعليمية المقترحة، ورفع المحتوي الإلكتروني للمقررات علي هذه المنصات، كذلك تدريب الطلاب علي الدخول علي المنصة بالبريد الأكاديمي الخاص بكل طالب قبل وأثناء  الفصل الدراسي.
 
*  الخطة التفصيلية للكليات ملحق (1).