"الشعبونية" ماهيتها ووظيفتها الاجتماعية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

عميد كلية التنمية الاجتماعية والأسرية-جامعة القدس المفتوحة –فلسطين

المستخلص

"الشعبونية"، نسبة إلى شهر شعبان، من العادات التي تميزت بها مدينة نابلس عن سواها من المدن الفلسطينية، وحافظت على ديمومتها عبر السنين. ومع عدم وجود تعريف متفق عليه للشعبونية فإنها: "عادة دأب عليها النابلسيون منذ الحكم العثماني، تبدأ مع بداية شهر شعبان وتستمر طوال الشهر، حيث يقوم "كبير العائلة" -أو من ينوب عنه من أبنائه- بدعوة محارمه من النساء كأخواته وبناته وبنات أعمامه وبنات عماته، وفي كثير من المرات يدعو عموميته من النساء وبخاصة المتزوجات لأصهار غرباء عن العائلة، برفقة الأطفال الصغار، إلى الإقامة في بيته مدة تتراوح من ثلاثة إلى سبعة أيام والاحتفال بشعبان على الطريقة التقليدية، تُعَدّ فيها الولائم والحلويات وفي مقدمتها الكنافة النابلسية والكلاج إلى جانب النراجيل، وتقام السهرات الليلية والحفلات العائلية السامرة، وتعيش تلك الأسرة الكبيرة في هناء وسرور.
           حاول الباحث في هذه الورقة إلقاء الضوء بشكل مفصل على تاريخ هذه العادة ودلالاتها، وارتباطها بالأدوار والمكانات للأشخاص الذين يحرصون على الالتزام بها في مجتمع مدينة نابلس، كما عمد الباحث من خلال هذه الورقة البحثية أيضا إلى تحديد الوظيفة الاجتماعية لهذه العادة وبخاصة دورها في تعزيز الروابط الأسرية وتحقيق صلة الرحم، إضافة إلى ما تشكله من مناسبة مهمة لاختيار العروس والتعرف عليها عن قرب، كما تم البحث في أهم التغيرات التي حدثت عليها والأسباب التي أدت إلى مثل هذه التغيرات.